انا وامرأة ...التقينا على الغدر ...وافترقنا على الحب
بعد ان خفق الحب بقلبها وعصف بعقلها اتتني لاهثة مستجيرة فقالت : ياسيدي ...احبك . اقسم بالله انني احبك فغلبها الدمع وصمتت وهي تنتظر الاجابة فدرت في فلكها برهة فاجبتها . انت فتاة متهكة تعدت الحدود وخانت نفسها فكيف اصدق من يخون . فقالت : يا هذا لو كانت كلمة الحب منك كرجل لقلت انها الشجاعة وانها المصارحة ايها الرجل الشرقي اما مني كفتاة فهي التهتك والخيانة . اليست هذه الافكار دكتاتوية وتعسف على العواطف . هل ما يلج في صدور النساء يختلف عما في قلوب الرجال. فالزمني الجواب فكرا وحيرة . ودخلت الى قلبي وانا لا اريد وعلى يعدها احث راحلتي . فالتفت نحوها وقلت : لا مكان للحب داخلي فلم تترك الدنيا واحزانها في قلبي مساحة . فصرخت ولكن انا اكيدة ان قلبك واسع . وادرك وارضى باقل مساحة فقط ارجوك لا تذل وتحتقر نبضي . فتركتها ولم ارد عليها وتركتها تكفكف عبراتها وتلج بالدعوات لا ادري هي علي ام لي .
ودار الفلك دورته وذكراها تكبر في مهجتي . حتى اتيتها يوما لاهثا . فقلت : انا احبك يا سيدتي ..انا وانا وانا . فازاحت عن وجهها غطاء الحب . وقالت اهلا بك لقد كنت اكيدة انك ستعود .وها انت تعود . فلا تعد الى هجر امراة فهذا هو الشرقي وان اعتز بنفسه الا انه سيخضع لاي امراة . فكان الحب كا الطفل الصغير ينمو يكبر ولاننا نعيشه يوما بيوم لم نلحظ ان هذا الطفل امسى رجلا كاملا .
وبين سكرة حب وبين فكرة حب وعقل حب . قررت حبيبتي ان ترحل الى دنيا حب اخرى لا لسبب بل لان العقل يتنافى مع افكار وحب القلب . فكانت رصاصة الرحة للعاشق العفيف . الذي لم يبك الما . بل رضي وسلم . وعاش بين قلب تلج فيه الحسرات ويذبحه الندم . ويستلذ لذكراها الحالمة .ويستطيب لكل فكرة تستوعبها او يمر بها ولو اسمها . وبين عقل يرفضها ويحتقرها ويحاول ان يطرد ذكراها اللعينة . من دمي ومن شارييني ومن قلبي الباكي .
رحلت ولن تعود وان عادت فلن تكون كما عرفتها .لو اعلم ان الذل سيعيدها لدعوت عليها ولكن لن احبها ذليلة . ولو اعلم ان المجد والجاه يعيدها لدعوت لها . ولكن لن اقبل الحب الذي يضع امراة على راسي تحركني حين تشاء وكيفما تشاء .فعدت الى تناقض اخر . لا يخرجني من افكاري السوداء الا دمعة دافئة تنزلق على وجنتي ليس الما ولكن انه حالة من اللاشعور تخبرني انني نادم وانني لن انال من الدنيا هذا الجزء الصغير الذي يعادل كل الدنيا في عيني .
لقد وجدتها في عيني . وفي كل نسمات الهواء . وفي كل الرياح . وداخل كل الجراح . وجدتها في الشوارع . وجدتها في الفعل الماضي والمضارع . وجدتها في كل الدواوين . وجدتها في نكهة خبزي . وجدتها في نزفي في كلماتي في حروفي . في قوتي وضعفي . في المساء في الصباح . اجدها . ولا اجد الا الذكرى الجميلة . وحينها لا بد ان تمر الخيانة في بالي . فلا ابالي واتظاهر بالشجاعة . حتى تنزلق الدمعة الدافئة فاتنبه انني بشر وانها بشر وليست ملاك كما كنت اراها دائما . فاكرهها لبرهة من الزمن لا تتعدى اكثر من مرور فكرة على عقل مجنون .فالوم نفسي وازجرها كيف تكره وهي احبت . كيف تنسى وتخون حتى الذكرى . وحينها يلج عقلي ويقول : يالك من تافه ...تخاف من خيانة الذكرى .وتتناسى خيانة الحقيقة . فاكيل حبات المنوم لعقلي . واحرك ركض قلبي لا لشيء ولكن ليعتصر حبها قلبي . فلعله يموت ويريحني ويرتاح .
وان بكت الخنساء موت صخر دهورا وقالت ذات مره :
ولولا كثرة الباكين حولي ....على اخوانهم لقتلت نفسي .
فاني اقول ..:
ولولا كثرة الباكين حولي ...على (احبابهم ) لقتلت نفسي .
وما يبكون مثل (......) ولكن .......اسلي النفس (عنها) بالتأسي.
حبيتي اني ابكي فمن يكفكف دموعي ان اتألم فمن يواسيني.اني اصرخ فمن يسمع صدى كلماتي .حبيبتي ..اما اقتليني بدون رحمة واقتلي الحب في داخلي . فلم اعهد احدا يموت ويقتل بالحب . او اقتليني وشيعيني الى المقابر ..وقولي للناس :هذا ما يستحقه ......!